خدعوها بقولهم حسناءُ
والغواني يغرهن الثناءُ
أتراها تناسب اسمي لما
كثرت في غرامها الأسماءُ
إن رأـني تميل عني كأن لم
تك بيني وبينها أشياءُ
نظرة فابتسامة فسلامٌ
فكلامٌ فموعدٌ فلاقاءُ
يوم كنا ولا تسل كيف كنا
نتهادى من الهوى ما نشاءُ
وعلينا من العفافِ رقيبٌ
تعبت في مراسه الأهواءُ
جاذبتني ثوبي العصي وقالت
أنتم الناس أيها الشعراءُ
فاتقوا الله في قلوب العذارى
فالعذارى قلوبهن هواء
أرى الصبر أوشك أن ينفذا
وأوشكت في القرب أن أبعدا
وأوشك قلبي أن يستريح
وأوشك طرفي أن يرقدا
وكدت أعايش هذا الأنام
وقد عشت بينهم مفردا
يخيل لي أنني قد أضعت
شبابي وقلبي وعمري سدى
وأن حياتي وأسبابها
خطبت بها عندكم فرقدا
تناءيتم زمنا طائلا
وبنا كما كان رجع الصدى
فإن تلتق اليوم أشباحنا
فذاك لقاء غريب المدى
تقربه اليوم دنيا الخيال
ويبعده كل حاد حدا
يذكرنا كل أمس مضى
وكل غريب به قد شدا
وما نحن إلا الزمان الذي
عدا في الأنام على من عدا
نصوره صورة في الضمير
ونبدي على ضعفنا ما بدا
فيحسبنا الناس أقوى على
يد الدهر مما يكيد العدى
ولكننا إن خلونا إلى
خواطرنا نستجير الردى
وإن لاح في بابكم عاذل
مررنا به ركعا سجدا
نحاذر من أن ترانا العيون
ونخشى على البؤس أن نحسدا
فعد لي حبيبي كما قد عهدت
على الدهر يا سيدي مسعدا
وخل النواح ودنيا الانين
فقد أوشك العمر أن ينفذا
ومد حبيبي إلى من براه
غرامك عطفا وأهد اليدا
أو اهزأ كما شئت بالذكريات
وأذهب في الحب كبش الفدا